بسم الله الرحمن الرحيم
!!
[ الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين ]
اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته وأصحابه الكرام
كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وبعد
لا ريب أن مواجهة المشاكل والعقبات أمر غير مستغرب في هذه الحياة
قال الله تعالى [ لقد خلقنا الإنسان في كبد]
لكن السؤال كيف نحل مشكلاتنا ونتجاوز ما يعترضنا من عقبات .؟
إخواني وأخواتي ثمة خطوات عشر ،
تساعدنا بإذن الله في حل أي مشكلة !!
لكن قبل ذلك يجب أن نعلم أن :
) القدرة على التفكير وحل المشاكل (
والقدرة على ( اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب (
مهارة تُنَمَّى وسُلوك يُكتسب
بل هي من المهارات العالية التي تدرس في كليات الإدارة والنفس والنظم والأساليب الهندسية ،
وقد أخرجتها لكم مبسطة ميسرة مساهمة في ما يسمى بعلم " إدارة الذات " .
[[]]
إنها مهارة حيوية نحتاجها جميعا ،
أيا كان موقع المرء منا ، رئيسا أو مرؤوسا ,
أيا كان عملنا عالما أو طالب علم ، طبيبا أو مهندسا ،معلما أو عسكرياً ...
بل أجزم بحاجة الأم المربية الماسة إلى هذه المهارة في تعاملهما مع أطفالهما .
ف
[ المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف، وفي كل خير]
[ احرص على ما ينفعك ]
[ واستعن بالله ولا تعجز]
[[]]
ف
ما أكثر القرارات في حياتنا ، وما أكثر المشكلات التي تحتاج إلى حل....!
فكر !،
تجد أنك تتخذ عشرات القرارات في الساعة الواحدة ...!
فأنت الآن
وأنت تقرأ هذه السطور وفي هذه الساعة وفي هذا المكان
اتخذت قرارا ، أو بضعة قرارات وأنت لا تشعر !!
[[]]
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
هل وَجَد هذا الموضوعُ منا القدر اللازم من العناية و الاهتمام في تعليمنا وإعلامنا ؟!
لا أظن ذلك !
بل أجد في كثير من ناشئتنا عدم قدرتهم على التفكير الناضج
ومن ثم اتخاذ القرار الصائب.
بل ربما يستمر العجز عن التفكير السليم والتصرف الصائب إلى ما بعد التخرج والعمل والزواج ،
وما أكثرُ مشاكلِ العملِ والزواجِ إلا ثمرة مرة للجهل بكيفية اتخاذ القرار وكيفية حل المشاكل .
ولهذا قيل "كثير من الناس يضيعون أوقاتهم ويستنزفون طاقاتهم في الدوران حول المشكلة بدلاً من محاولة حلها" ؛
وهذا له عدة أسباب لعلي أشير إليها في مقالة قادمة إن شاء الله
لكن أول وأهم خطوة لحل المشاكل هو أن تدرك أهمية تعلمك وإتقانك ل " مهارة حل المشاكل " .
ولهذا قالوا طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ، فلا بد من البدء ..
" ومن يتهيب صعود الجبال # يعش أبد الدهر بين الحفر "
[][]
قلتُ – أخي القارئ - أني سأتحدث عن " خطوات حل أي مشكلة " .
هذه الخطوات أحسب أنها تساعدنا كلنا كثيرا على اتخاذ القرارات المناسبة
لحل مشكلاته الخاصة بل ومشكلاته الاجتماعية والإدارية ،
ويجدر أن أذكر أخي وأختي أن هذه الخطوات ثمرة قراءة في عشرات المراجع المتنوعة
فلا تبخسها حقها .
[] []
وهنا أقول لأخي القارئ ،
لا تظن أن مهارة حل المشاكل معلومةَ تُقرأُ أو قواعدَ تُحفظُ .!
لا !! ،
بل هي مهارة تتكون عندك بعد تمكنك من عدة مهارات ،
فهي نتاج مجموعة من المهارات المتقدمة ،
ونتاج تدرب على أنماط شتى من السلوك السليم ،
[][][]
ولهذا
فإني أجد أن كثيرا من البرامج الإعلامية الناجحة التي تخصص لحل مشاكل الناس
بحاجة إلى أن تخصص جزءا من حلقاتها لغرس " مهارة حل المشاكل " ،
فلا يكفي أن يقدم كلُّ متصل مشكلتَه ،
ليسمع إجابة من اختصاصي أو خبير يقدم فكرة لحل المشكلة
بل يجب أن تُقدم هذه البرامجُ " مهارةَ حل المشاكل " وتُقَرِّبَها وتُبَسِّطَها لعامة الناس ،
لتكون سلوكا يوميا يمارس ، لا معلومات تقرأ ثم تحفظ وتسترجع بلا فهم .
وإذا تم غرس هذه المهارة ،
فلا مانع بعد ذلك من أن يتصل أصحاب المشاكل على هاتف " حلَّالي المشاكل "
لتطبيق هذه الخطوات على مشاكلهم .
فيبقى أن الأصلَ أن يتعلم الناس كيف يحلون مشاكلهم بأنفسهم ،
لا أن يحلها لهم أصدقاؤهم أو معارفهم.!
فكما قيل :
(( لَأنْ تُعلمَني كيف أصيدُ سمكة خيرٌ من أن تعطيني ألف سمكة ((!!
[[]] [1] [[]]
[][] [] [[ أول خطوة لحل المشكلة ]] [] [][]
[[]]
أول خطوة [ تحديد المشكلة ] !
فتبدأ – أخي - بخطوات عملية بدلا من الدوران حول المشكلة !؛
فتعرَّف ثم عيِّن عناصر وأجزاء المشكلة ، وحدد الحالة الراهنة ثم الغاية المرغوبة
هذه الخطوة ستكشف العقبات وأسبابها
ثم نفرز المشكلات الثانوية عن نظيراتها الأساسية الجوهرية.
[[]]
صحيح أن البداية صعبة لكن لابد منها
" وإذا كانت النفوس كبارا # تعبت في مرادها الأجسام "
[[]]
يجب أن لا نستعجل في تحديد نوع المشكلة
يجب أن لا نستعجل في دراسة والتخطيط لعلاجها ف [العجلة من الشيطان ]
فعدم فهم طبيعة المشكلة يؤدي إلى قرار خاطئ
لعله يزيد المشكلة وربما عقدها وضاعفها !
[[]]
إذا !،
لابد من [ الحلم والأناة ]
ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[من يحرم الرفق يحرم الخير كله ]رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وقال صلى الله عليه وسلم [ إن اللَّه رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه] رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام [ إن الرفق لا يكون إلا في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ] رَوَاهُ مُسلِمٌ.
[[]]
" والجودة والسرعة قلما يجتمعان "
" والمشكلات الكبيرة تحتاج غالبا حلولا كبيرة "،
[[]]
فأقول لأخي الفاضل
" لا تقبل الحلول السطحية للمشاكل المعقدة "
فقد قيل
" الحلول العامة لمشاكل محددة تولّد مشاكل عامة "
فكثيرا ما
" تعجلنا فتأخرنا في الوصول إلى هدفنا "
ف
" من تأنى نال ما تمنى "
وقد يدرك المتأني بعض حاجته # وقد يكون مع المستعجل الزلل
وربما فات قوما جُلَُ مطلبهم # من التأني ! وكان الأمرُ لو عجلوا !
[[]]
لكن
الحلم و الأناة والرفق ، لا تعني التواكل
ولا تعني الضعف والتهرب من مواجهة الحقيقة
ف
" الذين يريحون أدمغتهم اليوم بترك التفكير في مشاكل صغيرة ،
يرهقونها غدا بمصائب كبيرة "
[[]]
إن ترك التفكير الجاد وعدم اتخاذ القرارات الناجحة في وقتها ،
يزيد المشاكل بل يعقدها
وعندها تزيد تكلفة علاجها على جميع الأصعدة نفسيا وماليا واجتماعيا.....الخ.
[[]]
إن تأخر اتخاذ القرارات أو التأخر في تنفيذها يزيد مشاكلنا تعقيداً
ولهذا قالت العرب قديما "الخطأ إذا ترك تعدَّدَ وإذا عولج تبدَّد "
وقالوا: " داو جرحك لا يتسع " أي عالج مشاكلك قبل أن تكبر
[[]] [2] [[]]
[[]] ثاني خطوة تسمى [ تحليل وتجزئ المشكلة ] إلى أجزاءها
والتعرف على مصطلحاتها وعناصرها الرئيسية
وبلورة المشكلة إلى فتاوى أو مواقف أو أرقام – حسب نوعها –
وهنا نتعرف على نوع المشكلة هل هي سياسية أم اجتماعية أم نفسية أم اقتصادية
أم فكرية وشرعية أي ناتجة عن أفكار ورؤى وانحرافات عن دين الإسلام وسماحته ويسره .
صحيح أن الأسباب تتداخل ، وصحيح أن المشكلة كثيرا ما تكون ذات عدة أبعاد ،
ولكن غالبا ما يكون أحد الأسباب أعظم تأثيرا .
في هذه المرحلة من محاولة حل المشكلة نسأل أنفسنا
هل عانى من هذه المشكلة شخص آخر حي أو ميت قريب أو بعيد ...إن كانت المشكلة شخصية
وهل ظهرت هذه المشكلة من قبل في مكان أو بلد مجاور ؟ ..... إن كانت فكرية أو شرعية مثل الغلو وتكفير المسلمين ...الخ
هل عانت منها مؤسسة أخرى .........إن كانت مشكلة عمل..وهكذا
ثم نسأ ل كيف عولجت ؟
وهل نجح العلاج ؟ أم فشل فضاعف المشكلة ونشرها وربما جذرها وعقدها !!
فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه
وفي غابر الأيام ما يعظ الفتى # ولا خير فيمن لم تعظه التجارب
ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
إن تحديد سبب أو أسباب المشكلة يسهل مواجهتها ثم إيقافها أو الحد منها .
لكن الأمر الخطير
هو أن تحديد سبب المشكلة شيء مجهول ، ولهذا يخوض فيه كثير من الناس بغير علم
وبطرق غير موضوعية ولا علمية ،
وإذا كانت المشكلة وطنية أو فكرية فربما يجد بعض الناس ذلك فرصة لنشر فكرهم وتنفيذ مشاريعهم أو للتنفيس عن حسد أو أحقاد أو لتصفية حسابات ؛
والهدف من ذلك إبعاد متخذ القرار عن القرار الصائب وصرفه إلى رأي مرجوح غير صحيح لكونه يشبع تطلعات أولئك وأهدافهم....!!
وربما كان الهدف إيقاع العدواة بين متخذ القرار وأعضاء المؤسسة الكبيرة
ولكن هيهات ....!! عندما يكون متخذ القرار سريع البديهة ، متوقد الذهن ، إسلامي العقيدة ...!!
[[]] [3] [[]]
[[]] ثالث خطوة هي [ تفكيك المشكلة ]
بتحويل المشكلة الكبيرة إلى مجموعة مشكلات صغيرة ،
ثم البدء بعرض عدة حلول بدائل لكل مشكلة ،
ويجب أن لا تعطى جزئية أكبر من حجمها على حساب بقية المشاكل
لكن ننتبه إلى أنه في بعض الأحيان تنشأ مشكلة كبيرة عن مشكلة صغيرة ، ربما لم يؤبه لها...!
وكثيرا ما نجهل سبب المشكلة أو نعرفها ولم نفكر فيها أو لم نعطها حجمها !
[[]] ف " أسباب المشاكل غالبا : لم أعرف ، لم أفكر، لم أهتم !! "
ومشاكلنا تأتي من " ما أدري و ما فكرت و ما توقعت " !
[[]] [4] [[]]
[[]] رابع خطوة هي مرحلة [اختيار الحل ]
وذلك بدراسة كل الحلول المقترحة ؛ فنختار لكل مشكلة الحل المناسب لها ؛
وقد تحل مشكلة بطريقة وأخرى بحل آخر ،
وربما نحتاج إلى خطة حل بديلة في حالة احتمال حدوث أمر غير متوقع لا سمح الله .
[[]] [5] [[]]
وفي المرحلة الخامسة نأتي إلى عملية [انتقاء منفذي القرار]
فقد تتطلب المشكلة مساهمة فريق أو مجموعة مختصين ،
حينها نقول............." أعط القوس باريها "
خاصة عندما تكون المشكلة عامة تمس جميع فئات الوطن
كمشكلة انحراف الشباب عن الدين أو غلوهم أو إدمان المخدرات ...الخ
إن قوة الرجال وأمانتهم له دور كبير في نجاح حل المشكلة
و[إن خير ما استأجرت القوي الأمين ] فالقوة هي الكفاءة العالية والأمانة هو صدق التوجه.
قد تفشل خطة محكمة ، لا لشيء ، إلا ، لكون منفذها ضعيف الخبرة والدراية والتخصص
وربما يكون الفشل مصيرها إذا كان منفذ الخطة غير صادق الانتماء ، فيستخدمها غطاء لأمر سوء ، لم يحن وقت إظهاره حسب خطته .
إن المشكلة الاجتماعية لا يحلها سياسي ، والسياسية لا يحلها نفسي ، والشرعية العقدية لا يحلها اقتصادي أو رياضي بل قد يزيدها هؤلاء سوءا .
وإذا كانت المشكلة متشابكة تحتاج رجلا متخصصا ومطلعا على الجوانب الأخرى أو متابعا لها بقدر ،
فالمفتي – مثلا - في قضية اقتصادية يقرأ ويسأل بقدر حاجته وكذا المفتي في نازلة طبية أو استخدام تقنية على وجه ضار أو مشكلة اجتماعية ،
وعلى هذا الطريق كان إمام السنة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز وكذا الإمام المحدث ناصر الدين الألباني والفقيه المجدد محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله أجمعين ونفع الأمة بعلمه
وعلى خطاهم يسير بقية علماء السنة حفظهم الله ونفعنا بهم .
[[]] [6] [[]]
[[]] وسادسا نحتاج [ تخيل بدء تنفيذ الخطة لحل المشكلة ]
وذلك بالتفكر في نواتج وتبعات وعقبات تنفيذ الخطة
ويجب أن نذكر بأن بعض القرارات يجب أن تبقى سرية ،
ف " كل سر جاوز الاثنين شاع"
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه # فصدر الذي يستودع السر أضيق
[[]] [7] [[]]
وسابعا تأتي[ الاستشارة ]
فالحكيم هو الذي له رأي ويستشير ،
ونصفه هو الذي له عقل ولا يستشير ،
والأحمق لا عقل له ولا يستشير ؛
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
ولهذا فإن عرض الخطة والقرار والعلاج ، أو أجزاء منها على فرد أو ثلة من الخبراء والمختصين الحكماء بعيدي النظر أسوياء التفكير ، مقتفي أثر السلف الصالح من أبواب السعد
ف " الحكمة ضالة المؤمن " ورأس الحكمة مخافة الله
وإن باب أمر عليك التوى # فشاور حكيما ولا تعصه
وباختصار يستشار من يقال إنه ( القوي الأمين ) فما خاب من استخار ولا ندم من استشار . ويد الله مع الجماعة
لقد أوصى الخليفة الراشد والصحابي الجليل وكاتب الوحي والأمين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ابنه يزيدا قائلا:
" إياك والاستبداد برأيك فإن الرأي ليس في صدر واحد "0
و" من أعجب برأيه زل "
فلا تظنن أن الاستشارة نقص في عقلك ..!
ف " زاوية النظر تختلف من إنسان لآخر فلنتعاون لإكمال الصورة " بالاستشارة !
شاور سواك إذا نابتك نائبة # يوما وإن كنت من أهل المشورات
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى # ولا ترى نفســــــها إلا بمرآة
بل إن استشارتك غيرك تعطيك خبرة وحكمة وتجربة اكتسبها غيرك ،
لك غنمها وذاق غيرك مرها وتحمل غرمها .
ولهذا قالوا : إذا شاورت الحكيم صار عقله لك.
لكن حذار من الهوى وأهله فهم أعداء الحق والحقيقة ، رأيهم سم ناقع وتزينهم خداع ماكر فربما زينوا لك المر وكادوا لك خفية بالضر.
إنهم يضيقون ذرعا بعالم الحقائق والأدلة والحجج والسنن الواضحات
فتراهم يهيمون بالرأي والأفكار المائعة الضبابية التي لا خطام لها ولا زمام وما عليها أثارة من علم ولا بصيص من نور وبرهان.
ومن يك ذا فم مر مريض # يجد مرا به الماء الزلالا
[[]] [8] [[]]
[[]] وبعد الاستشارة نرفع أيدينا إلى الله ب[ الاستخارة ]
حينها يقوم صاحب القرار باستخارة الله ،
فما ندم من استخار الخالق واستشار المخلوق
" إذا لم يكن من الله عون للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده "
"لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي إذا لم يجعل له الله واقيا"
"واشدد يديك بحبل الله معتصما # فإنه الركن إن خانتك أركان "
" واتق الله فتقوى الله ما # جاوزت قلب امرئ إلا وصل "
" إذا كان غير الله للمرء عدة # أتته الرزايا من وجوه الفوائد "
قال جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ :
كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن؛
يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
اللهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وأسألُكَ من فَضْلِكَ العَظِيم؛
فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ؛
اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأمْرَ خَيْرٌ لِي في دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أمْرِي،
أو قال: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيه؛
وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛
أو قال: عاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ،
وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كان، ثُمَّ رَضِّنِي بِه.قال وَيُسَمِّي حاجَتَهُ رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
[[]] [9] [[]]
[[]]فإذا عزمت فتوكل على الله
ف [ التوكل والعزم وبدء تنفيذ الخطة ] هو تاسع خطوة
فبعد كل الخطوات السابقة يجب البدء بالتنفيذ دون الخوف من الفشل
" على المرء أن يسعى إلى المجد جهده # وليس عليه أن تتم الرغائب "
فالله حكيم في قضاءه وقدره ،
إن القرار الحكيم يفسد لو فات أوانه ، فالأمور مرهونة بأوقاتها
وينبغي أن ننتبه إلى أن أصحاب القرارات الصائبة والحكيمة قد يترددون في تنفيذها فتفقد قيمتها ،ولهذا قيل
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ## فإن فساد الرأي أن تترددا
و" من السهل أن تتهرب من اتخاذ القرار أو تنفيذه ،والنفس تميل لتأخير التغيير ولكن!!
ولكن من المستحيل أن تتهرب من نتائج عدم اتخاذ قرار أو تأخير تنفيذه !! "
" إن عدم اتخاذ قرار هو قرار في حد ذاته " .....!!!
فعلى صعيد المؤسسات ........كثيرا ما يقول المسؤولون التنفيذيون :
أعلم بوجود هذا و هذا لا يخفى علي ...... ولكن
" ليس مهماً أن تعرف الحقيقة …
ولكن المهم كيف تواجه الحقيقة وتتخذ تجاهها القرار المناسب "
لقد تأخرت أمتنا وزادت مشاكلها يوم أن خلطت بين التوكل وترك الأخذ بالأسباب
فرددت متواكلة عاجزة قول الشاعر
دع المقادير تجري في أعنتها # ولا تبيتن إلا خالي البال
ضاع الدين وخربت الدنيا بالتوكل الصوفي يوم تركت قول رسولنا صلى الله عليه وسلم [ اعقلها وتوكل ] وتركت قوله صلى الله عليه وسلم [المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف، وفي كل خير،
احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا،
ولكن قل: قدر اللَّه وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان ]رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
إنك بحاجة أيضا إلى الهداية والكفاية والوقاية من تخذيل وتثبيط الشيطان عن التفكير والتنفيذ للقرارات الحكيمة أو حرفها عن وجهتها
فإذا خرجت من منزلك فقل [بسم اللَّه توكلت على اللَّه، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي]
فإن من قال [ بسم اللَّه، توكلت على اللَّه، ولا حول ولا قوة إلا بالله]
يقال لك[ هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان]
حينها يقول الشيطان لشيطان آخر يحذره من القرب منك !!
(( كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ؟!!))
فإذا عزمت فتوكل على الله
[وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)] آل عمران
وإذا كان الشرع والعقل يلزمك بقرار لا تهواه نفسك فجاهدها على تنفيذه فالهوى شريك العمى
إذا لم يكن غير الأسنة مركبا # فما حيلة المضطر إلا ركوبها
[[]] [10] [[]]
[[]] وطيب المجلس تذكير بأهمية الخطة إلى [المتابعة والمراقبة ]
أي متابعة تطابق تنفيذ القرار مع الخطة المختارة المرسومة
أولا للتأكد من أن تنفيذها تم كما خطط لها
وثانيا لوضع حلول لما قد ينشأ من مشكلات عارضة ، ويجب أن لا يكون ذلك مدعاة لترك الخطة
" تريدين إدراك المعالي رخيصة # ولا بد دون الشهد من إبر النحل "
" لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى # فما انقادت الآمال إلا لصابر "
وثالثا لتعديل الخطة بقدر بسيط عند الحاجة
ورابعا لوقف العمل بالخطة لو ثبت قطعا بما لا يقبل الشك أن في تطبيقها مفسدة أعظم
خامسا الوقوف في وجه من يطعن في الخطة ويحاول تفنيدها وإشاعة أنها لا تنجح
خاصة إذا كان الحل والعلاج يتطلب زمنا طويلا.
ف "الناس أعداء ما جهلوا "
و" رضا الناس أمر لا يدرك " فالحق والحق وحده يجب أن يكون رائد المرء
[واستعينوا بالصبر والصلاة ] [ ومن يتصبر يصبره الله ]
[وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ]
[وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب
حاتم الفرائضي