كتبه: حسام عبد العزيز ردًا على مقال فاطمة ناعوت "اوئدوا المرأة .. واستريحوا"
تقول ناعوت في مقال بعنوان اوئدوا المرأةَ.. واستريحوا: المرأةُ ضجرت وكرهتْ أن تكون الموضوع «الأوحد» لأطروحات السلفيين، وشغلهم الشاغل، لأن فتاواهم جميعها تُكرّسُ فكرة واحدة، ترفضُها المرأةُ ويرفضها العقل، تقول إن المرأة «محضُ جسد»، «هيكلُ متعة بلا عقل»، «مركزُ إغواء متنقّل»! أليس فى عقولهم شاغلٌ سوى المرأة؟!
وأقول يا ناعوت يجيبك عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. ويقول تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء. هذا إن كان من تعرفه الأستاذة ناعوت ينتمي إلى فصيلة البشر؟
تقول ناعوت: افتح التليفزيون على أى قناة فى أىّ وقت، تجد سلفيًّا يتكلم عن البكينى والشورت والشَّعر وكيف سيعلمون السائحاتِ الأدبَ والحجابَ على أرض الفضيلة.
لا يا أستاذة فوائل الإبراشي وعمر أديب ويسري فودة هم الذين يسألونهم، ويسألوهم كذلك عن السياسة والاقتصاد ويردون. يبدو أنك لم تشاهدي سوى مقطع البكيني والشورت أو أن كل شخص يشاهد ما يخصه.
فاطمة ناعوت: السائحةُ تكشف أجزاء من جسدها لتنهل أكبر قدر من الأشعة فوق البنفسجية وفيتامين D، الذى لولاه ما امتصّتِ العظامُ الكالسيوم من الأطعمة. أما ما فى رؤوس رجالنا، العرب، حين يشاهدون تلك الأجساد، فهو محض أمراض لا تدركها النساءُ، ولا تُلزمهن أيضًا.
ياللهول. السلفيون يحرمون الفيتامينات. أستغفر الله. وبذلك تكتشف الأستاذة ناعوت أن منتقبات العالم مصابات بلين العظام.
تقول ناعوت: الخطأ فى الرأس، فأصلحوا الرؤوسَ يصلحكم الله. السيارةُ توصلنا من مكان إلى مكان. والسيارة تدهسُ طفلاً وتقتله. ليس الحلُّ فى حرق السيارة لأنها تقتل الأطفال. إنما الحلُّ فى حُسن قيادة السيارة. لهذا يأمرنا الإسلام «بغضّ البصر»، لا بوأد النساء. وإلا ففيمَ إذن مجاهدةُ النفس ومنعها من ارتكاب المعاصى؟!
يبدو أن ناعوت لا تعلم أن الاسلام يأمرنا بغض البصر والحجاب معا أم أنها لا تمر على آيات الحجاب. بل أن القرآن الذي افترض وجود مرضى القلوب في كل زمن قال للنساء فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. كما أن الإسلام الذي أمر بغض البصر لم يأمر قط بالبكيني على الأقل.
تقول ناعوت: من المحزن حقًّا أن ينزعج السلفيون «جداً» من مرأى شَعر المرأة دون غطاء،
يا ناعوت. لقد انزعج الصحابي عبد الله بن مسعود من مرأى امرأة نمصت حاجبيها. ألم تقولوا إن السلفيين أبعد الناس عن النبي والصحابة؟
تقول ناعوت: بينما لم نرهم ينزعجون أبدًا من مرأى طفل حافٍ يبحث فى صناديق القمامة عن كسرة خبز مع القطط والكلاب! لم نسمع منهم فتوى عن أطفال شوارع يملأون أرصفةَ مصرَ ويتناسلون أطفالاً سيصيرون بدورهم متسوّلين وخارجين عن القانون.
علينا يا أستاذة أن نعلن الفتوى فورا ولكن ما نص الفتوى الذي تقترحيه؟ الأرصفة حرام؟ أم أطفال الشوارع حرام؟ أم التناسل حرام؟
تقول ناعوت: بينما يصكُّ آذانَنا ليلَ نهار صراخٌ حول شَعر المرأة وحُرمة الكعب العالى وعورة صوتها (ماعدا فى التصويت لحزب النور)، وجواز إرضاعها الكبير وانعدام أهليتها ونقص عقلها وضرورة ضربها وزجرها لضبطها على الطريق القويم!.
الكذابون يدخلون النار يا أستاذة فمن أطلق فتوى إرضاع الكبير كان أزهريا اسمه عزت عطية وليس سلفيا؟ وعموما لا حرج واهو كله فيتامينات. أما الضرب فقد ذكرها الله في كتابه فقال واضربوهن. وإن كان لهذه الضرب ضوابط هل تستطيعين حذفها؟
عموما ليس غريبا على امرأة وصفت المادة الثانية من الدستور بالبند العنصري الفاشي أن تقول ما تقولين. بئس ما تقولين.