10-ربيع أول-1433هـ 2-فبراير-2012
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتعرب "الدعوة السلفية" عن خالص تعازيها لأسر ضحايا "مباراة بورسعيد"، وتسأل الله لهم العفو والغفران، كما تعرب عن خالص تمنياتها بالشفاء لجميع المصابين، وتناشد كل المصريين الذين عاشوا سنوات طوال تحت نيران البطش والأذى، أن يشكروا نعمة الله عليهم بالأمن.
- إن الله -عز وجل- قد عظـَّم أمر الدماء فقال -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة:32).
وإذا كان القتل بسبب الصراع على الملك أو الجاه أو المال مستقبحًا في كل الفِطر والنفوس؛ فكيف بالقتل في الصراع على الكرة؟!
وكيف بالقتل بعد ما انتهت المباراة فضلاً عن أن يكون القتل من طرف جمهور الفائز؟!
- إن الذي يشاهد بشاعة القتل لا يمكنه أن يفصل هذه الجريمة عن أخواتها التي اندلعت في مصر بعد انتهاء انتخابات "مجلس الشعب".
- إن أعداء الشعب يحاولون مِن خلالها منع بناء الدولة المصرية الحديثة، وهم الآن يلقون بآخر أوراقهم وأشدها فتكًا، وأكثرها إجرامًا ودموية، ومِن ثَمَّ فلم يعد مقبولاً أن تحيل الأجهزة الأمنية على كافة مستوياتها من مخابرات عسكرية إلى المخابرات العامة إلى الأمن الوطني فالمباحث الجنائية، ليس من المعقول أن يظل الفاعل في كل هذه الجرائم مجهولاً، لا سيما في هذه الأحداث التي صورت فيها الكاميرات وجوه الجناة.
- ويا شعب بورسعيد: يا مَن قدمتم دماءكم زكية في صد "العدوان الثلاثي" على مصر، وفي غير ذلك من الحروب... تبرؤوا من كل قاتل أثيم، وقدموه بأنفسكم؛ لينال جزاءه العادل.
- ويا أسر الضحايا: إياكم والقصاص العشوائي الذي بدأ البعض ينادي به، واصبروا حتى يتم القبض على الجناة الحقيقيين، واعلموا أن المجرم إن أفلت في الدنيا؛ فلن يفلت عند الله.
- ويا اتحاد الكرة: طالبك الكثيرون بإلغاء النشاط الرياضي هذا العام، فأبيت إلا الاستمرار حتى حدثت فتنة تلو الأخرى، ثم كانت النهاية تلك المذبحة المروعة، فهل اكتفيت؟! أم ما زلت تقامر بأرواح المصريين؟!
- ويا شعب مصر: احذروا مَن يريد إشعال الفتنة، وتمسكوا بتعاليم دينكم، وخذوا على أيدي سفهائكم، واصبروا فإنما الصبر نصر ساعة، واعلموا أن مع العسر يسرًا، وأن مع الكرب فرجًا.
نسأل الله أن يحقن دماءنا، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء.
الدعوة السلفية
10 ربيع الأول 1433 هـ
2 فبراير 2012 م
www.anasalafy.com موقع أنا السلفي